بواسطة الجريدةتتعدّد الأمور التي قد تسبب ضغطاً نفسياً في الحياة: العمل، الأولاد، العلاقات... إليك الطريقة المثلى لتخفيف القلق ومضاعفة السعادة، وبالتالي تجنّب ظهور التجاعيد الناجمة عن القلق.تخيّل المشهد التالي: يطلب منك رب العمل أن تحضّر عرضاً عاجلاً، سيتأخر الشريك في العمل مجدداً، تخبرك ابنتك المراهقة بأنها ستذهب لتمضية أسبوع مع أصدقائها في إحدى المناطق السياحية. ماذا عليك أن تفعل في هذا الوضع؟ استرخِ! جد كرسياً مريحاً وابدأ بالتنفيس عن الضغط النفسي.
وجدت الأبحاث أنّ الإنسان يمضي ما معدّله 106 دقائق من القلق يومياً. قد تفسّر هذه الأرقام السبب الذي يدفع شخصاً من أصل أربعة إلى التذمّر من ارتفاع نسبة الضغط النفسي في حياته. يؤدي القلق إلى إهدار الوقت ويؤثّر على الصحة. كشفت دراسة نروجية عن ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الأكثر تعرضاً لنوبات القلق.
مع تزايد نوبات الغضب والقلق، تتحول هذه المشاعر إلى عادة في حياتك. بالتالي، تصبح الأمور البسيطة مصدر قلق بالنسبة إليك، وقبل أن تدرك ذلك، تسرق الأفكار السلبية وقتك وتشوّش تركيزك. وفقاً لعلماء النفس، حين يبدأ المرء بالقلق، يغرق في دوامة من التفكير السلبي. إنها حلقة مفرغة! كلما زادت مساحة القلق في حياتك، تنسى أصل المشكلة وتضخّم أبسط الأمور. فكّر بالراحة التي ستشعر بها إذا تخلّصت من المشاغل المزعجة التي تعكّر حياتك. حان الوقت لإجراء تغييرات جذرية إذاً! سنحدّد في ما يلي أبرز مصادر القلق التي تشوّش حياتنا والطريقة المثلى لتخفيف مستويات الضغط النفسي في هذه الظروف.
المهنة
- السيناريو: لستَ واثقاً من قدرتك على تحمّل مسؤوليات أكبر أو تريد الاستقالة من عملك.
- الحلّ: حين يُطلب منك تولي مسؤوليات إضافية في العمل، فأنت تواجه لحظة حاسمة كونها فرصة مهمة لإثبات قيمتك أمام رب العمل. عليك أن تبدي ردة فعل إيجابية وأن تطلب وقتاً قصيراً للتفكير بالأمر. هكذا، ستحصل على الوقت الكافي لتحضير نفسك لإجراء نقاش بنّاء حول ما يريده رب العمل وما تستطيع تقديمه. إذا رفضت العرض، إفعل ذلك بطريقة إيجابية لا تقلل من كفاءتك. على صعيد آخر، إذا كنت تفكّر بتغيير وظيفتك الراهنة، لا تضيّع الوقت في القلق عما قد يحصل. يكفي أن تقدّم طلباً للوظيفة التي تريدها. تكلم مع عائلتك وقيّم إيجابيات تغيير الوظيفة وسلبياته. إذا لم تكن السلبيات فادحة، أقدم على هذه الخطوة بكلّ عزم.
زملاء العمل
- السيناريو: تتعرّض للمضايقات من زملائك في العمل.
- الحلّ: وفقاً لاستطلاعات الرأي، يتعرّض موظف من أصل عشرة للمضايقات. لكن ما يثير العجب أنّ معظم الأشخاص المسؤولين عن هذه المضايقات لا يدركون ما يفعلونه. بدل مواجهة {الخصم}، من الأفضل تبادل الحديث معه في جوّ هادئ وحيادي. عندها يمكنك التعبير عن مخاوفك بطريقة غير عاطفية. لا يكون معظم هؤلاء الأشخاص شجعاناً حين يتواجدون وحدهم. إذا لم يتجاوبوا بطريقة إيجابية، دوّن الحوادث التي يرتكبونها بحقّك. بهذه الطريقة، يمكنك توجيه شكوى بحقّهم مع أدلة واضحة لدعم ادعاءاتك.
الوضع المالي
- السيناريو: تشعر بالقلق من ارتفاع كلفة المعيشة.
- الحلّ: حضّر لائحة بالتكاليف المتوجبة عليك وقارنها بمدخولك، لتتمكن من معرفة قيمة مدخراتك. احرص على دفع فواتيرك من دون تأخير، تفادياً لأي غرامات إضافية، عندها ستعتاد على افتقارك لهذا المبلغ المدفوع وستنظّم ميزانيتك على هذا الأساس. إدفع أقساط بطاقات الاعتماد. إذا احتجت إلى اقتراض المال لفعل ذلك، قم بحساباتك لإيجاد أفضل طريقة تناسبك. قد تكون الفائدة على بطاقة الائتمان أعلى من فائدة اقتراض المال. في هذه الحالة، استشر المصرف بشأن القروض.
الأصدقاء
- السيناريو: تشعر بالقلق لأنك أغضبت أحد أصدقائك.
- الحلّ: لا تعتمد المواجهة للتعامل مع الآخرين، بل انتظر أن تهدأ. أخبر صديقك بأنك تواجه مشكلة وتحتاج إلى المساعدة. هكذا ستشعر بقوة أكبر، وبالتالي ستكون في وضع أفضل للاعتراف بأصل المشكلة بينكما. بعد ذلك، اشرح مخاوفك إذا دعت الحاجة، وعبّر عن نقاط ضعفك، منها النزعة إلى جرح الآخرين عن غير قصد. ستساهم هذه الخطوة في تشجيع صديقك على التعبير عن نفسه أيضاً.
العلاقة الزوجيّة
- السيناريو: تشعر بأن الشريك يفقد اهتمامه بك.
- الحلّ: تشعر المرأة غالباً بذلك حين تقلّ النشاطات المشتركة. على الشريكين أن يجدا وقتاً يكونان فيه متفرّغين، حتى لو عنى ذلك أخذ نصف نهار عطلة من العمل. يمكن أن يذهب الزوجان للتنزه واغتنام الفرصة للتحدث والتصارح من دون أي مقاطعة. إذا شعرت المرأة بأن الشريك لا يمنحها ما يكفي من العاطفة، لا بأس بأن تأخذ المبادرة بنفسها. بدل أن تخبره بأنه يهملها، عليها أن تتصرف بإيجابية وتظهر له بأنه لا يزال جذّاباً في نظرها. ستتفاجأ المرأة بطريقة تجاوب زوجها.
الأبناء
- السيناريو: يريد ابنك، 14 عاماً، استقلالية أكبر في حياته.
- الحلّ: إجلس وتناقش معه حول الأمور التي تضمن سلامته من جميع النواحي. تكلّم معه عن مواقف صعبة لمعرفة طريقته في معالجة الأمور. إنها طريقة مفيدة لكما معاً لمعرفة ما إذا كان المراهق مستعداً للحصول على استقلالية أكبر. حدّد معايير واضحة واشرح لابنك أنه لن يحصل على حيّز من الاستقلالية في حال خالفها.
الوضع الصحّي
- السيناريو: تشعر بوجود خطبٍ ما لكنك تخشى الذهاب إلى الطبيب خوفاً من اكتشاف إصابتك بمرض خطير.
- الحلّ: تكون زيارات الطبيب، في 90% من الحالات، متعلّقة بعوارض الضغط النفسي، ولو جزئياً. بالتالي، لن تحصل على أخبار سيئة وستتوقف عن القلق سُدىً. من المفيد أن تُحدث تغييرات بسيطة في أسلوب حياتك لتحسين حالتك الصحية، مثل ممارسة الرياضة لوقت أطول. كذلك، يُعتبر النوم السليم عاملاً مفيداً للصحة، لذا ننصحك بتنظيم أوقات النوم والحفاظ على برودة الغرفة. حين ترتفع حرارة الجسم، يصعب الاسترسال في النوم. إذا لم تنجح هذه الحِيل، ينصح الخبراء بقراءة كتاب إلى جانب ضوء خافت. سرعان ما ستشعر بالنعاس.
الوزن الزائد
- السيناريو: كسبت وزناً زائداً.
- الحلّ: الرياضة أفضل طريقة لفقدان الوزن. ينصح الخبراء بشراء آلة لعدّ الخطوات والسير عليها قدر الإمكان. يعني المشي مدة نصف ساعة يومياً أنك ستحرق 1750 سعرة حرارية إضافية أسبوعياً، وستحصد منافع صحية أخرى. إحرص على السير 10 آلاف خطوة يومياً، علماً أنّ معظم الأشخاص المعاصرين لا يخطون أكثر من 5 آلاف خطوة. إذا واظبت على هذه الوتيرة، مع استهلاك 2000 سعرة حرارية يومياً، ستفقد حوالى كيلوغرام أسبوعياً.