عجيبة هي تصاريف هذا الزمن وكثيرة هي أحداثه منها ما يضحك وكثير منها مبكي وبينهما أمور مشتبهات يحار المرء أيبكي أم يضحك وقد قيل في الأثر" أن شر البلية ما يضحك "
كنت أتصفح بعض المواقع الإلكترونية فجذب انتباهي خبران وضعا بجوار بعضهما البعض الأول تحدث أن فنانة مشهورة جداً اسمها نانسي عجرم تم تتويجها وتعيينها تحت مسمى سفيرة النوايا الحسنة من قبل منظمة اليونيسيف (صندوق الأمم المتحدة للطفولة) وذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تضم 22 دولة .
والخبر الثاني كان تحت عنوان تجديد العزل للأسير حسن سلامة المعزول منذ 13 عام لفترة إضافية جديدة وهو المحكوم ب 47 مؤبد وكانت صورة حسن سلامة التي ظهرت وهو محاط بالجنود في داخل قاعة محكمة يرفع بيديه شارة النصر متحدياً السجان ومظهراًَ رباطة جأش في زمن انقلبت فيه الموازين .
ذهبت لمحركات البحث أبحث عن نانسي عجرم فوجدت ما أفقدني صوابي كمّ هائل من المعلومات والصور والأغاني التي لا أريد أن أقيّمَها فالناس أحرار في أذواقهم وما يقولون.. في مقابل ذلك بحثت عن اسم الأسير حسن سلامة فأبكتني قلة المعلومات وشحها ووجدت أنه صاحب أعلى حكم في تاريخ القضية الفلسطينية حتى عام 2004 حيث كسر رقمه 47 مؤبد رقم رفيق دربه عبد الله البرغوثي المحكوم 67 مؤبد .
وجدت أن حسن سلامة هو صاحب عمليات الثأر وأنه هو من كان له شرف الانتقام للمهندس يحيى عياش وأنه حضر من قطاع غزة ومكث في إحدى البيارات أسبوعين يأكل فقط البرتقال.
حسن سلامة الذي خضع لأطول وأقسى فترة تحقيق عاشها فلسطيني في سجون الاحتلال كان سبباً في سقوط بيرس في إحدى انتخابات الكيان عام 1995 وذلك بعد سلسلة عمليات أطلق عليها اسم عمليات الثأر .
حسن سلامة هو من أعاد الثقة للفلسطينيين والأمة بعد أن بكت الأمة وفجعت بنبأ استشهاد المهندس يحيى عياش هو من قال أن المقاومة بخير وأنها غير مربوطة بشخص وأن تلاميذ المهندس في كل مكان وأن المخرز يهزم الكف .
حسن سلامة تاريخ شعب وحكاية أمة ومفخرة من مفاخر التاريخ تصفه إسرائيل بصاحب اليد الملطخة بالدم ونانسي عجرم تصفها اليونسيف بسفيرة النوايا الحسنة .
صورة نانسي عجرم بجوار حسن في مواقع عربية ليست هي كل المشكلة.. المشكلة أن أهل فلسطين يعرفون نانسي ويحفظون أغانيها ويرفعون صورها أكثر بكثير مما يعرف حسن سلامة من غيّر تاريخ أمة .
الموازين والمعاير تغيرت شعب وأمة لا تقدر أبطالها ولا تمتلك ثقافة تكريم الأبطال وتحرير الأسرى لا تستحق الحرية ولا الاستقلال .
لا أعلم ماذا أقول لك يا حسن في عزلك أأقول لك اصبر والله إني سئمت من كثر تردادها أأقول لك الفرج قريب هذا أمر لا يعلمه إلا الله كل ما أستطيع أن أقوله لك أنك أنت صاحب اليدين المزركشتين بحناء العز والنوايا الصادقة والحسنة .
__________________
الأربعاء نوفمبر 04, 2009 7:04 pm